Translate

الخميس، 4 أبريل 2013

ظاهرة البـلـطـجـة bullying

البلطجة ( لغويا )  
-هي كلمة ليس لها أصل في العربية , وإنما مدرجة من اللغة التركية وتتكون من مقطعين ( بلطة ) و (جي ) ومعناها حامل البلطة ,

والبلطة هي اداة للقمع والذبح .

 البلطجة إصطلاحيا   
 هي استعمال القوة والنفوذ في استغلال موارد وقدرات الآخرين للمصلحة الشخصية, وقد يكون صاحب النفوذ شخص أو مؤسسة وقد تكون دولة .
 البلطجة في الإستخدام الشائع  
 هي فرض الرأي والقوة علي الآخرين وإرهابهم والتنكيل بهم .
- وهذه القوة ليست قوة بدينة فقط إنما هناك بلطجة فكرية, وبلطجة علمية وبلطجة ذهنية, وبلطجة سياسية .
 البلطجة في القرآن الكريم والسنة النبوية  
 - في إطار ما ذكرناه من استخدام شائع لكلمة البلطجة، جاءت هذه الكلمة في القرآن الكريم والسنة المطهرة في مواضع عديدة وأهمها:
 - قال تعالي : " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم "   [المائدة:33]
- قال تعالى: " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم " [محمد:22], " وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد " [ البقرة:205] " أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً " [المائدة32] " الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد" [الفجر:11،12] " إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض " [الكهف: )
- قال تعالى: " إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم" [الشورى:42]
" فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا" [ النساء:160]" إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً " [النساء:10]
- وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم  " .
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لتؤدُّنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجَلْحاء من الشاة القرناء" [رواه مسلم ]
-قال تعالى: " إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم " [آل عمران: 21]
-وقال تعالى: " إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين "  
- " قال آمنتم به قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى " [طه:71] "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً " [الأحزاب:58] "
-  "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً " [الإسراء:33]
" ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً " [النساء:93]
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يُشِر أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزعُ في يده فيقع في حُفْرةٍ من النار "  وفي رواية لمسلم قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: " من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يَنزِع، وإن كان أخاه لأبيه وأمه".
- وعن جابر رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُتَعَاطى السيف مسلولاً " [ رواه أبوداود، والترمذي وقال: حديث حسن ]

- هذه هي أهم صور البلطجة كما وردت في القرآن الكريم والسنة المطهرة، ومن هنا يتبين لنا أن البلطجة تتعدد مظاهرها فهي إما:
قتل أو تهديد، أو استيلاء على حقوق الناس من غير حق، أو عن طريق البلطجة السياسية والإعلامية بفرض الرأي على الغير من غير مراعاة لحقوقه.
Cloud Callout:      هي ده
 خلاصة البلطجة
   في الحقيقة أن "البلطجة" سلوك متعلم وليس سلوكًا
ولد به الإنسان، خاصة وأن الدراسات الحديثة فجرت قنبلة
     أن  "الجينات ليست مرتبطة    بالسلوك".
              طرق الحد من ظاهرة البلطجة
أولا: طرق للحد من البلطجة عند الاطفال (في الصغر)

- يتفق الخبراء الاجتماعيون على أن "البلطجة" توجد في كل مدرسة، وفى كل مجتمع، وفى كل دولة، وأنها تتصاعد بدرجة مخيفة، وتعترف الأكاديميات العلمية المتخصصة في شؤون الأطفال والمراهقين بتقديرات الأطباء النفسيين بأن نصف طلاب المدارس يتعرضون للبلطجة في وقت ما من مراحل حياتهم الدراسية، وأن سلوكيات "البلطجة" متصل يتورط فيه الكثير من الطلاب على عدة مستويات، وأن معايشة "البلطجة" قائمة عند الطلاب؛ سواء أكانوا فاعلين، أم ضحايا، وأن كليهما - على الأغلب - يعانيان من حالات اكتئاب وقلق شديدتين.
وتحدث سلوكيات "البلطجة" في المدرسة لأي طفل في مختلف المراحل الدراسية، لكن أكثر الفئات تعرضًا لهذه السلوكيات هم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو المعاقين.
وقد توصل الباحثون الي بعض الطرق  التي تمنع إنتشار البلطجة عند الاطفال وهذه النصائح للآباء : -
1- استمع إلى الطفل: من أسوأ الأمور التي يفعلها الوالدان، هو تجاهل شكوى الطفل عن بلطجة الآخرين عليه؛ ذلك لأن أمر بوح الصغير لوالديه بحدوث هذه البلطجة يحتاج منه إلى الكثير من الشجاعة، فعلى الوالدين أن يحترما هذه الشجاعة ويعطيانه الوقت الكافي لشرح ما حدث له.

2- صدق الطفل: ليست "البلطجة" هي الشيء الذي قد يحتمل أن يكذب الطفل فيه؛ ولهذا يجب تصديق الطفل في شكواه، والحصول منه قدر الاستطاعة على كافة المعلومات المتعلقة بالموقف، وكذلك أسماء المدرسين والتلاميذ الذين شهِدوا واقعة "البلطجة"، هذا بالإضافة إلى معرفة الكيفية التي استجاب فيها الصغير لهذه الواقعة.

3 - دعم الطفل: حينما يقول أحد الوالدين لطفله: تجاهل موقف "البلطجة"، فإن هذا قد يفسره بأنه لا يعبأ بمشاعره، وأن الموقف لا يهمه، والطفل لا يريد ذلك، إنه يريد اهتمامًا بالموقف لشدة التأثير العاطفي الذي يتركه الموقف عليه.

4 - عرف الطفل بأنه لا يلام على ما حدث: قد يشعر الطفل بأنه قد فعل شيئًا خاطئًا أدَّى إلى سلوك فيه بلطجة من الآخرين، ومن هنا يلزم أن يعرف الطفل أنه غير مسؤول عما حدث له.


5 - شجع الطفل: دع طفلك يحدد أفضل استجابة ممكنة للموقف، ابدأه بالسؤال: (إذا كنت تستطيع أن تقول لهذا الذي قام بسلوك فيه بلطجة ضدك شيئًا، فماذا تقول له؟)، يجيب الطفل عادة: أقول له دعني بمفردي؟ ماذا تقصد بذلك؟

6 - أكد حق الطفل في مواجهة الموقف بنفسه: عندما يسمع الطفل من آخرين وصفًا أو اسمًا يشينه، فإن من حقه أن يطلب من الآخرين احترامه.

7 - اتصل بالمدرسة: الصغير الذي يمارس سلوكيات بلطجة على طفلك، يمارسها أيضًا ضد أطفال آخرين؛ ولهذا على الوالدين الاتصال بإدارة المدرسة وإبلاغها بما حدث للطفل؛ حتى تضع حدًّا لسلوكيات الطفل المعتدي، وتتدخل حتى لا يقوم بهذه السلوكيات ضد أطفال آخرين.

9 - تابع الطفل: على الوالدين أن يسألا طفلهما بصورة دورية عما يحدث في المدرسة، وخاصة عن سلوكيات "البلطجة"؛ ذلك لأن المشكلة لن تحل فورًا، وقد تحتاج إلى لقاءات عديدة مع إدارة المدرسة حتى تحل المشكلة.
ثانيا: طرق للحد من البلطجة ( بشكل عام )

1- الالتزام بالتعاليم الدينة في في كل الكتب السماوية :
فلا يوجد كتاب منزل من السماء  يحث علي العنف او التهديد او الترويع و من اروع التعاليم التي يجب علينا اتباعها تعاليم الدين الاسلامي الحنيف الذي يحرم كل اعمال العنف ويحث علي السلام والتسامح وقد اعترف الليبراليون من ذوي التوجهات الماركسية بشكل خاص بأنه "إذا غاب تأثير الدين ظهر تأثير العوامل الاجتماعية"، ومن ثم ننتهي إلى حقيقة واضحة، وهي أن "البلطجة" كسلوك غير اجتماعي ناتج عن أن الأسرة التي ينتمي إليها صاحب هذا السلوك أسرة لا تقوم كلية على الدين، وإنما تقوم على ما تعارف عليه المجتمع، رغم أن طقوس الزواج وشكلياته تأخذ طابعًا دينيًّا، وهذا ما دعا إليه عالم الاجتماع اليهودي "إميل دوركايم" في مقولته الشهيرة بأن "الله هو المجتمع".
2- التوعية الثقافية لكل فئات المجتمع لتعليم الناس التنمية البشرية وكيف التحكم في غضبك اعصابك .
3- التوعية بما هي الديموقراطية وما هي الحقوق والوجبات
4- استغلال الطاقة البدينة التي توجد في بعض البلطجية وتوظيفها في المكان الصحيح الذي يعود بالنفع عليه وعلي المجتمع .
5- يجب على القانونيين ووزارة الداخلية وضع منهج علمى لمكافحة ظاهرة البلطجة , كما يجب أن يقوم هذا المنهج على أسس وأطر علمية وموضوعية للحد من أنتشار تلك الظاهرة .
6- عمل دراسات علمية نحو سيكولوجية هؤلاء البلطجية وطرق علاجها
7- تفعيل القوانين التى تحجم وتحد من ظاهرة البلطجة .
8- يجب تجريم المجتمع لهذه الظاهرة وذلك عن طرقالمشاركة الفاعلة لأفراد المجتمع للحد من أنتشار الظاهرة .
9- مساعدة المجتمع لجهاز الشرطة ودعن طريق الآرشاد لآى بلطجى يهدد أمن المواطنين .
10- وضع قوانين جديدة تربط بين ردع البلطجية وبين حقوق الانسان بحيث نحمي كل من  الفرد والمجتمع فلا يعتدي الفرد علي المجتمع ولا يعتدي المجتمع علي الفرد .

واخيرا لا يسعني الا ان اقول عدد كبير من  الناس اليوم إلا من رحم الله، زاغوا عن هذا الدين، وعن هذه المحجة البيضاء، فكانت "البلطجة" أحد ثمار هذا الزيغ، ولن تحل هذه المشكلة الجزئية وغيرها من المشاكل، إلا إذا رجع الناس إلى قاعدة الدين التي بناها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحرروا قِيمهم ومعاييرهم، وأعرافهم وتقاليدهم، مما تلبَّس بها من قِيم ومعايير الحضارة الغربية التي فصلت دينها عن حياتها، وجعلت الدين أمرًا شخصيًّا لا علاقة له بشؤون الحياة.
 هذا المقال بقلمي 
                        اسلام علام 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق